قصة معلمتي الفراشة
كانت مدينة السعادة جميلة ، حدائقها خضراء وسماؤها زرقاء ، مياهها رقراقة وهواؤها نقي ... ومع الأيام والإهمال غابت عنها تلك الأوصاف الجميلة ، حتى تحولت إلى مدينة بائسة !!
لقد كثرت فيها الأمراض الصدرية و الباطنية والعقلية ، بعدما تلوث هواء شوارعها ...
هكذا كان يقول رئيس البلدية الجديد ، وهو في أحد الحقول ، يبحث عن موقع لبناء مستشفى
شاهد منظرا عجيبا ... !! نحلة وفراشة تتتابعان على زهور الحقل ، وتقتربان من بعضهما كانهما بعد . تتهامسان !
النحلة : أراك كل يوم هنا أيتها الجميلة . إما اسمك ؟ وماذا تفعلين ؟
الفراشة : أنا أميرة الجمال ... أعلم الناس كيف يعيشون في سعادة .. .
النحلة كيف ذلك؟!
الفراشة : ألبس الثياب الزاهية ، وأشرب المياة الشافية ، وأتنفس الهواء النقي و أرقص فوق التمور ، وأمر بين الحشائش في بور ...
النحلة : هذا عمل جميل !!
الفراشة : وأنت ما اسمك ؟ ومن أين أتيت ؟ !
النحلة : أنا سيدة الأعمال ، أشكن قرب مدينة البرتقال ، أشتغل كل يوم مع رفيقاتي ، نصنع عسلا فيه غذاء ودواء للناس . بعد صمت قصير ، سألت الفراشة لكن لماذا يطاردنا الأطفال ، ونحن نحبهم ونخدمهم ؟ !
النحلة حتى الكبار يطاردوننا ... أرأيت كيف يبون الممكنات والمصانع في الحدائق والمزارع ... ؟
الفراشة: سيحدث لهم ما حدث لسكان مدينة السعادة .. فيندمون على أفعالهم ، ۔
النحلة : اسكتي ... اسكتي ... إن أحدهم يسمعنا .
اندهش رئيس البلدية لحديث الفراشة والنحلة ، فقام يجري ويقول : عرفت السبب ... ! عرفت السبب ! يا معلمتي الفراش . ثم قام بتطبيق قرارات رائعة من أجل الإهتمام بالنباتات ، وعدم البناء في المناطق الزراعية، لكي يمنع وجود التلوث.
لم تمض شهور حتى كثر الفراش والنحل والعصافير في أجواء المدينة ، وغاب عنها التلوث والقلق ، وعادت لسكانها الصحة والهناء والسرح ، دخلت المستشفيات من المرضى ، ، وفي رئيس البلدية من مرضاه ، واستعادت اسمها القديم : مدينة السعادة ومنذ ذلك الوقت أصبح التلاميذ يخرجون إلى الحقول ، يتعلمون في مدرسة الطبيعة ثقافة الحيوانات والطيور في العيش ... صاروا يسمون الفراشة معلمة الرشاقة و الجمال ، والنحلة معلمة الاجتهاد والإتقان ، والنملة معلمة العمل والإسكان وأصبح الصرصور والعصفور معلمين في فن الطرب ، والكلب في الوفاء ، والحمار في الصبر ... الخ وصار الأطفال يهتفون : تحيا مدرسة الطبيعة ومعلموها.
تعليقات
إرسال تعليق